كيف لونت الرغبة الجنسية والميل لنفس الجنس صورة الفن والفنانين على مر العصور ؟ المتحف الوطني حاول من خلال معرضه الذي أقيم في العام 2008 م توضيح ذلك عبر سرد تاريخ الفن المتجسد باللوحات من وجهة نظر غير معيارية . ومازالت المواضيع التي أثيرت في وقتها قائمة حتى الآن حيث توسعت الرؤية ، وقد ساهم بذلك طرح أجزاء من هذا المعرض الخاص بالمثليين بشكل رقمي في فضاء الشبكة العنكبوتية .
يوضح المعرض كيف تغيرت المعايير الجنسانية ومفاهيم الذكورة والأنوثة بين الماضي والحاضر ، وكيف تم تجاوز تلك المعايير . وهو يتحدث عن أنه كيف تم استخدام الفن والصور لتقويض معيار الغيرية ، ويعطينا بالتالي مفاتيح عن أنه لماذا أصبحت بعض المواضيع والرموز تختص بمثلي الجنس وقتذاك . ويظهر لنا هذا المعرض لمثلي الجنس كيف تؤثر الحياة الجنسية والجنس والذكورة والأنوثة والرغبة على عملية ولادة وعرض وتفسير الأعمال الفنية وكتابة تاريخ الفن .
كذلك ويظهر أيضا كيف يمكن استخدام الفنون البصرية القديمة لتعكس وجهات النظر المعاصرة ، وتسليط الضوء على القضايا اليومية الراهنة .
تظهر الصورة التاريخية للبورتريهات أن هنالك العديد من الطرق المختلفة للتعبير عن الرجولة والأنوثة ، وقد تغيرت القيم ، والقواعد ، والقوانين ، والمعايير وفق كيفية تصرف الرجل والمرأة عبر العصور .
في معرض المثليين يُنظر إلى الجنس على أنه مفهوم غير مستقر ومتغير ، والذي يعني بالنهاية على أنه أداء نحن نكتسبه للوصول إلى هويتنا الجنسية المناسبة . فإذا الأمر ليس أمراً وراثياً خَلقياً ، ويتسائل هذا المعرض حول مسألة التقسيم في هذا الاطار والتعبير عن جنسين طبيعين فقط ، رجال ، ونساء. كما أن الجنس الآخر أو الثالث ليس الوحيد . وبما أن الجنس يتشكل من خلال تلبية الرغبة عبر الطرق المختلفة وغير المتوقعة ، يتم الطعن في كل تلك المفاهيم . ويمكن في نهاية المطاف أن لا تكون كلها صالحة للإستعمال أبداً .
في أواخر القرن التاسع عشر تم تأسيس "المثلية " كمفهوم ، وبالطبع كان على الدوام السلوك الجنسي قائماً قبل ذلك ولكن تحت مسميات أخرى . الناس الذين ينتمون لتلك الفئة بحثوا عن بعضهم البعض وشكلوا شبكات اجتماعية ، وغالبا ما يُشار إلى أن الشهوة الجنسية والإثارة لديهم مصدراً للابداع . أغلب الفناين الذين كانوا مبدعين من هؤلاء قد اختفت أعمالهم في كتابة التاريخ ، أو أن أعمالهم الواضحة تم التعمية عليها أو اخفائها ، مايطرح السؤال حول المعتقدات الخاصة حول مفهوم الجنس وعلاقته بالإبداع ، ومدى أهمية إدراجه أو استبعاده من تاريخ الفن .
أحب الناس بعض الأعمال الفنية واللوحات والتفاصيل وخصوصاً من قبل المهتمين بتاريخ الفن ، وقد اعتبرت بعض تلك الأعمال كإيقونات في التراث الثقافي ولكن فقط لكونها غير معروفة للأغلبية الغيرية خلال تلك الفترة من الزمن حيث كانت تلك التصرفات والسلوك والممارسات الجنسية محظورة أو محرمة . يمكن أن تلقى هذه المواضيع كنوع من الهوية الثقافية اهتمام ثانوي ، مما يشير إلى النزعة الجنسية الذكورية والأحكام المسبقة والشخصية حتى في موضوع المعرفة .

• Link to this page